الله وتنظيره المجاهد بالصائم القائم ويزيد على سابقه ببيان الأجر والمكافأة على هذا العمل الفريد العظيم وإذا كان هذا الحديث قد أبهم الأجر ونكره فإن كثيرا من الأحاديث الواردة في فضل المجاهد قد تناولت الثواب والحسنات بتفصيل أكثر كحديث أبي هريرة الدال على أن حركة فرس المجاهد في مربطه له أجر وكم من الحركات يتحرك المجاهد السكنات الجسمية لها حسنات بعدد نبضات القلب لأن الصائم الممثل به مثاب على كل لحظة من لحظات صومه فتشبيه المجاهد بالصائم القائم إثبات لثوابه وأجره على كل حركة يتحركها وعلى كل سكون يسكن فيه والقرآن صريح في توضيح هذا الثواب حيث يقول {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله} أي في الجهاد {ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون}
ومن النصوص القطعية أن أجر الشهيد في سبيل الله الجنة بل منازلها العليا ومن الظاهر الجلي أن المجاهد إذا رجع سالما له أجر عظيم سواء أرجع بدون غنيمة مادية أو رجع بالغنيمة لكن مع هذا الظاهر الجلي لا يسوغ القول بأن أجر من حصل على الغنيمة مساو لأجر من لم يحصل عليها فالغنيمة جزء من الأجر معجل وفقدها احتفاظ بهذا الجزء إلى الآخرة وهذا في وضوحه لا يحتاج إلى سند ومع ذلك صرحت به الأحاديث ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم ويقول خباب في الحديث الصحيح فمنا من مات ولم يأكل من أجره شيئا أي ومن غنم أكل في دنياه من أجره بعض الشيء