(كمثل الصائم القائم) أي الصائم النهار القائم الليل كله مدة غياب المجاهد عن أهله من حين يخرج إلى أن يعود

(وتوكل الله للمجاهد) في رواية وانتدب الله وفي رواية لمسلم تضمن الله وفي رواية لمسلم تكفل الله وكلها بمعنى العهد والضمان والالتزام متفضلا جل شأنه ومحصله تحقيق هذا الوعد المذكور والمنصوص عليه في قوله تعالى {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله}

(بأن يتوفاه أن يدخله الجنة) أي بأن يدخله الجنة إن توفاه وقد جاء في رواية إن توفاه بإن الشرطية وهي أوضح وروايتنا بمعناها وكأن مصدر أن يدخله الجنة بدل من مصدر أو يتوفاه أي تعهد بإدخاله الجنة في حالة الاستشهاد والمقصود من إدخاله الجنة على هذا إدخاله فور استشهاده أو إدخاله دون حساب ليمتاز عن غيره ممن سيدخل الجنة فليس في الحديث تسوية بين الشهيد والراجع سالما في دخول الجنة

(أو يرجعه) بفتح الياء من رجع الثلاثي وهو متعد بنفسه وهو منصوب عطفا على يتوفاه

(سالما مع أجر أو غنيمة) سالما حال والمقصود السلامة من الموت والقتل وإن أصيب بجراح المعارك وقد قيل إن أو هنا بمعنى الواو لأن من رجع بغنيمة لا يخلو من الأجر واعترض على هذا بأن كثيرا من الغزاة يرجعون بدون غنيمة وقيل إن أو هنا مانعة خلو لا تمنع الجمع والاعتراض السابق ما زال واردا لهذا اتجه المحققون إلى أن هناك وصفا محذوفا أي غنيمة معها أجر واعتبار التنوين في أجر للتفخيم والتقدير أو يرجعه سالما مع أجر عظيم فقط أو مع غنيمة وأجر أقل وستأتي تتمة لهذا البحث في فقه الحديث

-[فقه الحديث]-

هذا الحديث يتفق مع الحديث السابق في بيان فضل الجهاد في سبيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015