ولنقتصر على شرح ما ورد في حديثنا بعد كبيرة الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

1 - فالسحر اختلف في حقيقته الفقهاء فبعض الشافعية وبعض الحنفية وابن حزم الظاهري على أنه تخييل فقط ولا حقيقة له في المرائي ولا يغير حقائق الأشياء المرئية ويؤيدهم ظاهر قوله تعالى {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى}

وقال الجمهور إن للسحر حقيقة واختلفوا فذهب جمهورهم إلى أن حقيقته في الشخص المقصود بحيث يغير مزاجه ويؤثر في حواسه ووجدانه فيرى الحلو مرا والأبيض أصفر والساكن متحركا والجميل قبيحا والمحبوب مكروها

وهذا الرأي قريب من الأول وذهبت طائفة قليلة إلى أنه يحول الشيء من حقيقة إلى حقيقة أخرى كأن يصير الجماد حيوانا مثلا وعكسه وهذا الرأي ضعيف

والفرق بين السحر والكرامة على القول بأن للسحر حقيقة أن السحر يكون بمعاناة أقوال وأفعال حتى يتم للساحر ما يريد أما الكرامة فلا تحتاج إلى ذلك هذا بالإضافة إلى أن السحر لا يكون إلا من فاسق عند الجمهور

أما إنكار السحر إنكارا كليا فهو مكابرة فالآيات والأحاديث المثبتة له لا يسهل تأويلها

ومع هذا ينبغي ألا نغفل عن أن كثيرا مما يطلق عليه سحر مما يفعله المشعوذة والدجالون في عصرنا لا حقيقة له وهو نصب واحتيال ينبني على خداع الجهلة والبسطاء بخفة في الحركة أو استخدام لخواص الأشياء التي يجهلها الراءون

وأما حكم السحر فقد قال النووي عمل السحر حرام وهو من الكبائر ومنه ما يكون كفرا ومنه ما لا يكون كفرا وأما تعلمه وتعليمه فحرام وعن مالك الساحر كافر يقتل بالسحر ولا يستتاب بل يتحتم قتله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015