(بلى) أي بلى إنهما ليعذبان في كبير.
(لا يستتر من بوله) في رواية "لا يستنزه من البول" وفي رواية "لا يستبرئ من البول" وكلها صحيحة، ومعناها لا يتجنب بوله، ولا يتحرز منه فمعنى "لا يستتر من بوله" أي لا يجعل بينه وبين بوله سترا ووقاية، وحمله بعضهم على ظاهره، وأن معناه لا يستر عورته، وهو مردود، لأنه لا يكون لذكر البول حينئذ فائدة.
(وكان الآخر يمشي بالنميمة) وهي نقل كلام الغير بقصد الإضرار.
(ثم دعا بجريدة رطبة) في رواية "فدعا بعسيب رطب" وهو الجريدة والغصن من النخل، وقيل: العسيب هي الجريدة التي لم ينبت فيها الخوص فإن نبت فهي السعفة، وخص الجريد بذلك لأنه بطيء الجفاف.
(فكسرها كسرتين) طولا أو عرضا، وفي رواية "فشقه باثنين".
(لعله أن يخفف عنهما) "لعل" للترجي، أي أرجو أن يخفف الله عنهما والهاء في "لعله" للحال والشأن.
-[فقه الحديث]-
الحديث صريح في أن عدم الاستبراء من أسباب عذاب القبر، وقد صحح ابن خزيمة حديث "أكثر عذاب القبر من البول" أي بسبب ترك التحرز منه ويرى جمهور العلماء أنه من الكبائر، ويؤيدهم ما جاء في بعض الروايات عند البخاري "وما يعذبان في كبير، بل إنه كبير" وفي سبب كونه كبيرا قيل: إنه يؤدي إلى بطلان الصلاة لتنجيسه الثوب والبدن، فتركه كبيرة ولا شك.
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
1 - حجة لمذهب أهل السنة في ثبوت عذاب القبر، خلافا للمعتزلة.
2 - نجاسة الأبوال مطلقا قليلها وكثيرها، وهو مذهب عامة الفقهاء