والنهي عن المنكر والذي يقع في الذنوب أو لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر بقوم اقتسموا سفينة سكنوها بطريق القرعة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الأسفلون إذا أرادوا ماء مروا على من فوقهم فيتأذى سكان العلو من الخروج ومن رشاش الماء، ومن الحركة وقت الراحة وغير ذلك من أنواع المضايقات وأحس سكان الأسفل بأذاهم ورغبوا في تفاديه ففكروا تفكيرا سقيما فكروا لو أنهم خرقوا السفينة من الأسفل لاستطاعوا أن يحصلوا على الماء دون إلحاق الأذى بإخوانهم سكان العلو وما خطر ببالهم أن ذلك الخرق مهما صغر كفيل بإغراق السفينة وإهلاك الجميع وبدءوا في إخراج مشروعهم إلى عالم الوجود فأخذ أحدهم بفأسه وشرع ينقر وسمعه الأعلون فنزلوا فقالوا ما لك؟ قال تأذيتم بنا في مرورنا عليكم ولا بد لنا من الماء فإن تركوه يخرق هلكوا جميعا وإن منعوه نجا ونجوا جميعا وهكذا من يقيم حدود الله تحصل له ولغيره النجاة وأما من يهملها أو يقع فيها فله الهلاك للعاصي بمعصيته وللساكت بالرضى بها وعدم إنكاره لها
-[المباحث العربية]-
(مثل القائم على حدود الله) أي المستقيم على أمر الله وعلى ما منع من مجاوزته ويقال القائم بأمر الله الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر
(استهموا على سفينة) أي اقترعوا فأخذ كل واحد منهم سهما أي نصيبا منها
(فكان الذين في أسفلها) في بعض الروايات الذي في أسفلها بإفراد الموصول ويؤول موصوفه بالفريق
(فإن تركوهم) الضمير المرفوع لمن فوق أي إن ترك الذين سكنوا الأعلى الذين تحتهم وإن شرطية جوابها جملة هلكوا
(وما أرادوا) الواو بمعنى مع وما موصولة والعائد محذوف أو مصدرية