الكريم الدهشة على وجوه أصحابه، فأخذ في ضم أجزاء القصعة التي انكسرت، وأخذ يجمع الطعام الذي انتثر على الخوان -وكان حصيرا من خوص يفرش ليوضع عليه الطعام وقد استبدل به عند العرب هذه الأيام المشمع -وهو يقول "غارت أمكم عائشة غارت أمكم عائشة" ثم استبقى الخادم حتى أكل القوم، فأمر بإحضار قصعة عائشة السليمة، ودفعها للخادم، وهو يقول: قصعة بقصعة. وبهذا الحلم النبوي الكريم، وبهذه الحكمة الرشيدة طابت نفس صاحبة القصعة المكسورة، واعتذرت الكاسرة، وعاد الصفاء والهدوء والوئام. فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وزوجاته أمهات المؤمنين.
-[المباحث العربية]-
(مع خادم) يطلق على الذكر والأنثى، ولم يأت اسمه في أي من الروايات.
(بقصعة) هي واحدة القصاع، وهي إناء يشبع العشرة.
(فضربت بيدها) الضمير لبعض نسائه، وأنثه باعتبار المعنى.
(فضمها) أي ضم الرسول صلى الله عليه وسلم القصعة التي انكسرت.
(وحبس الرسول) أي أوقف الخادم الذي هو رسول إحدى أمهات المؤمنين.
-[فقه الحديث]-
ورد في بعض الروايات أن التي أرسلت هي زينب بنت جحش، وفي بعضها: أنها صفية، وفي بعضها، أنها أم سلمة وفي بعضها: أنها حفصة والكل متفق على أن الإرسال كان إلى بيت عائشة وللجمع بين هذه الروايات قيل: يحتمل أن الحادثة تكررت، فإن كان ذلك في واقعة واحدة رجعنا إلى الترجيح، ورواية زينب بنت جحش أرجح الروايات كما قال ابن حجر، وإنما أبهمت عائشة مع اتفاق الروايات عليها تفخيما لشأنها وسترا عليها ما لا