(وهم يسقون) مفعوله محذوف، تقديره، يسقون الناس، والضمير المرفوع لبني عبد المطلب، كما جاء في رواية جابر "أتى النبي صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وهم يسقون على زمزم، فقال: انزعوا بني عبد المطلب .... " الحديث وجملة "وهم يسقون" حال.
(ويعملون فيها) أي ينزحون الماء منها.
(لولا أن تغلبوا) بالبناء للمجهول، أي لولا أن يغلبكم الناس على هذا العمل إذا رأوني قد عملته لرغبتهم في الاقتداء بي فيغلبوكم بالمكاثرة لنزلت عن راحلتي وشاركتكم، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد قصر السقاية عليهم، وألا يشاركوا فيها.
-[فقه الحديث]-
كرر الرسول صلى الله عليه وسلم طلب الشرب وكرر العباس الاعتذار. كرر الرسول طلب الشرب رغبة منه في مشاركة الناس شرابهم تواضعا منه صلى الله عليه وسلم، وتطييبا لنفوسهم وترغيبا لهم فيه، وكرر العباس الاعتذار ترفعا بالنبي الكريم عن أن يشرب مما لاقته أيدي الناس، فقد روي عن عكرمة أن العباس قال للرسول صلى الله عليه وسلم: إن هذا قد مرث -أي حرك باليد حتى تفتت الزبيب وتفرق في الماء: أفلا أسقيك من بيوتنا؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا، ولكن اسقني مما يشرب الناس، فناوله العباس الدلو، فذاقه فقطب لحموضته، ثم دعا بماء فكسره، ثم شرب، ثم قال: "إذا اشتد نبيذكم فاكسروه بالماء" وعلى هذا فلا تعارض بين قوله هنا "فشرب" وما ورد في رواية أخرى "فقطب بعد أن ذاقه ثم مجه" وقد روي في فضل ماء زمزم أحاديث كثيرة، ففي مسلم "ماء زمزم طعام طعم" زاد الطيالسي "وشفاء سقم" وفي المستدرك "ماء زمزم لما شرب له" وروى البيهقي "آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم".
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
1 - أن سقاية الحاج خاصة ببني العباس.