ولحملت الحبل على عاتقي كما تحملون ولسقيت الناس بيدي كما تسقون.
-[المباحث العربية]-
(السقاية) بكسر السين تطلق على ما بيني للماء من الأحواض، وتطلق على إناء الشراب، ومنه قوله تعالى: {جعل السقاية في رحل أخيه} وهي الصواع الذي كان الملك يشرب فيه، وتطلق بمعنى المصدر الذي هو السقي، ومنه قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج ... } والسقاية المرادة هنا هي سقاية الحاج وكانت حياضا من أدم- جلد مدبوغ -في فناء الكعبة. كان عبد مناف يحمل الماء في القرب إلى مكة ويسكبه فيها ليشرب الحجاج، ثم فعل ذلك ابنه هاشم من بعده ثم عبد المطلب، فلما حفر زمزم كان يشتري الزبيب فينبذه في ماء زمزم ويسقي الناس، ثم ولي السقاية من بعده ولده العباس، وهو يومئذ من أحدث إخوته سنا فلم تزل بيده حتى قام الإسلام، فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما مات العباس أراد على أن يأخذها من عبد الله ابنه فقال طلحة: أشهد لقد رأيت أباه يقوم عليها وإن أباك أبا طالب لنازل في إبله بالأراك بعرفة. فكف علي عن السقاية، فهي اليوم لبني العباس.
(فاستسقى) لسين والتاء للطلب، أي طلب الشراب.
(يا فضل. اذهب إلى أمك) الفضل بن العباس شقيق عبد الله، وأمه لبابة بنت الحارث الهلالية. (زمزم) بفتح الزايين وسكون الميم بينهما، وهي العين التي نبعت بركضة جبريل تكريما لإسماعيل عليه السلام، سميت بذلك لأنها زمت بالتراب لئلا يأخذ الماء يمينا وشمالا، ولو تركت لساحت على وجه الأرض، وقيل سميت بذلك لكثرة مائها، يقال: ماء زمزوم وزمزام أي كثير، قال ابن هشام. الزمزمة عند العرب الكثرة والاجتماع. ثم دفنتها جرهم عند نفيهم من مكة، فاندرس موضعها، فمنحها الله عبد المطلب، فحفرها بعد أن بينها الله له في المنام بعلامات ولم تزل ظاهرة إلى الآن.