والتبعات التي هي حقوق العباد وبهذا الظاهر قيل، ويؤيده ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". وقوله: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد، وليس للحج المبرور ثواب دون الجنة" وقال الطبري: إنه محمول على من مات وعجز عن الوفاء، وقال الترمذي: هو مخصوص بالمعاصي -أي بالذنوب -المتعلقة بحقوق الله تعالى خاصة دون العباد، فمن كان عليه صلاة أو كفارة أو نحوهما من حقوق الله لا تسقط عنه، لأنها حقوق لا ذنوب، إنما الذنوب تأخيرها، فنفس التأخير يسقط بالحج، لا هي أنفسها. فلو أخرها بعد الحج تجدد إثم آخر، فالحج المبرور يسقط إثم المخالفة لا الحقوق. أهـ. وعليه فالذنوب المتعلقة بحقوق العباد كذنب الغصب والتعدي بالقتل والسب لا يسقطه إلا استرضاء صاحب الحق أو عفو الله.
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
1 - الحث على جعل الطاعات خالصة لله.
2 - فضل الحج على سائر الطاعات.
3 - الحث على صفاء العبادة من مكدرات الذنوب.
4 - أن بعض الأعمال تكفر الذنوب.