باب إثم مانع الزكاة

26 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "تأتي الإبل على صاحبها على خير ما كانت إذا هو لم يعط فيها حقها تطؤه بأخفافها وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت إذا لم يعط فيها حقها تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها وقال ومن حقها أن تحلب على الماء قال ولا يأتي أحدكم يوم القيامة بشاة يحملها على رقبته لها يعار فيقول يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغت ولا يأتي ببعير يحمله على رقبته له رغاء فيقول يا محمد فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت"

-[المعنى العام]-

تحذير لمانعي الزكاة وترهيب لهم من عذاب الآخرة وبيان لهم أن عقابهم سيكون على النقيض من قصدهم المال الذي كنزوه ولم يؤدوا زكاته المال الذي نموه وأجهدوا أنفسهم في وفرته سيأتي يوم القيامة أوفر حال كان في الدنيا وأعظم حال وأجمل حال لكن لا ليتمتع به صاحبه بل ليعذب به إن كان ذهبا وفضة يحمى عليها في نار جهنم وتجعل صفائح من نار فتكوى بها جبهته وجنباه وظهره ويقال له: هذا ما كنزت لنفسك فذق ما كنت تكنز وإن كان إبلا أو بقرا أو غنما أو خيلا بعثها الله على أحسن حال كانت عند صاحبها في الدنيا عددا وسمنا وعظما وقوة وجعل لها ساحة كبيرة مستوية وسلمها صاحبها تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها وتعضه بأفواهها وهو على الأرض تمشي عليه إهانة وذلا وألما وكلما مر عليه أخراها رجع عليه أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.

والحالة شبيهة بالحالة عند الغال الذي سرق من الغنيمة في الحرب قبل قسمتها وتوزيعها فمن سرق منها شاة جاء يحملها يوم القيامة وهي تصيح بصوتها تفضحه بين الخلائق ولا منقذ ولا شفيع. بل يأس وتيئيس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015