وأرادوا أن يبعثوا بها إلى أبي بكر رضي الله عنه فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك وفرقها فيهم
استقبل أبو بكر الصديق في فجر خلافته هذه الصورة المزعجة بناء الإسلام الشامخ يتصدع ويتهاوى ويتفاقم في كل يوم صدعه ويتسع خرقه وترجف الأرض من تحته وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم المسئول أمام الله عن دينه في أرضه فماذا يفعل؟
إن من أبرز صفات أبي بكر لينه في خلقه ورقة قلبه وإرهاف حسه إلى حد اشتهر معه في المواقف المؤلمة بالبكاء وهذه صفات لا تؤثر إيجابيا في الظروف المحيطة بالإسلام
لكن شاءت إرادة الله أن يتحول أبو بكر من اللين إلى الصلابة ومن الرقة إلى الشدة ومن الإرهاف العاطفي إلى خشونة العقل وصرامة الحكمة ففكر وقرر لكنه ما كان له أن يمضي إلى ما رأى حتى يعرض الأمر على كبار الصحابة فجمعهم واستعرض الحالة معهم وأعلن لهم أنه يرى قتال كل من غير وبدل وأنه يرى العلاج في الحزم والحكم في السيف
فقال له عمر إذا قاتلنا من ارتد وكفر ومن ادعى النبوة ومن تابعه فكيف نقاتل من منع الزكاة وهو يشهد أن لا إله إلا الله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد حقن مني دمه وحفظ مني ماله وحسابه على الله فيما وراء ذلك
فقال له أبو بكر أرأيت إذا لم يصلوا فسلم عمر بقتال من امتنع من الصلاة وسكت وسكت الناس فقال أبو بكر وقد سكن قلبه إلى الرأي وشرح الله صدره لتنفيذه قال بصوت الحكيم الحازم والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الصلاة حق النفس والزكاة حق المال فمن صلى عصم نفسه ومن زكى عصم ماله ومن لم يصل قوتل على ترك الصلاة ومن لم يزك أخذت الزكاة منه قهرا فإن نصب لنا الحرب قاتلناه والله لو