غضب الله إن لم تصبري ولا تجزعي ليحصل لك الثواب اهـ
(إليك عني) اسم فعل أمر بمعنى تنح وابتعد عني
(فإنك لم تصب بمصيبتي) الفاء تعليلية للمفهوم من كلامها أي تقول ولا تعذر لأنك لم تصب بمثل مصيبتي وهذه المماثلة ملاحظة لأن الإنسان لا يصاب بمصيبة غيره نفسها إلا إذا كان شريكا له فيها وهذه الجملة خطأ من المرأة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد مات له ولدان قبل ذلك
(ولم تعرفه) جملة حالية من فاعل "قالت" أي قالت ذلك اللفظ الجارح جاهلة بشخصه غير عارفة له
(فقيل لها) في رواية "فمر بها رجل فقال لها: إنه رسول الله فقالت ما عرفته" وفي رواية "قال: فهل تعرفينه؟ قالت: لا" وفي رواية أن الذي سألها هو الفضل بن العباس وواضح أن هذا القول كان بعد انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم
(فأتت النبي صلى الله عليه وسلم) لتعتذر إليه وهو معطوف على محذوف ففي رواية مسلم "فأخذها مثل الموت"
(فلم تجد عنده بوابين) الضمير "عنده" للنبي صلى الله عليه وسلم وفائدة هذه الجملة إما بيان عذرها في أنها لم تعرفه وذلك أنه كان من شأنه أن لا يتخذ بوابا مع قدرته على ذلك تواضعا وكان من شأنه أنه لا يستتبع الناس وراءه إذا مشى كما جرت عادة الملوك والأكابر. قاله القرطبي: وهو بعيد لأن المناسب لهذا عدم المشي وراءه وليس عدم البوابين ولا تلازم وخير من هذا قول الطيبي إن فائدة هذه الجملة أنه لما قيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم استشعرت خوفا وهيبة في نفسها فتصورت أنه مثل الملوك له حاجب وبواب يمنع الناس من الوصول إليه فوجدت الأمر على خلاف ما تصورته
(فقالت: لم أعرفك) معطوف على محذوف أي فاستأذنت فدخلت عليه فقالت له