تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
وتطبيقا وتنفيذا لهذه الرحمة الإلهية ترفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمة ودعا المشددين على أنفسهم أن يرفقوا بها وأن لا يبالغوا في العبادة وها هو يرى زوجه السيدة زينب بنت جحش وقد وضعت حبلا مشدودا بين ساريتين من سواري المسجد تتعلق به إذا غلبها النوم أثناء قيامها بالليل فيقول حلوه ليصل أحدكم ما دام نشيطا وليترك الصلاة إذا فتر لا تكلفوا أنفسكم من العبادة إلا ما تطيقونه فإن الله لا يحب العبادة مع الملل ولا يثيب عليها الثواب الكريم ولا يتشدد في الدين أحد إلا غلبه وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. فليتعبد المؤمن بما لا يشق عليه وعلى الله القبول
-[المباحث العربية]-
(فإذا حبل ممدود بين الساريتين) أي العمودين اللذين في جانب المسجد النبوي
(قالوا: هذا حبل لزينب) أي بنت جحش أم المؤمنين بهذا جزم أكثر الشراح
(فإذا فترت) في رواية "فإذا كسلت" بكسر السين أي فترت
(ليصل أحدكم نشاطه) اللام المكسورة لام الأمر و"نشاطه" بفتح النون منصوب على الظرفية أي مدة نشاطه
(فإذا فتر فليقعد) عن الصلاة وليتركها وقيل فليقعد في صلاته وليصل من جلوس والأول أولى
-[ويؤخذ من الحديث]-
:
1 - الحث على الاقتصاد في العبادة واجتناب التعمق قال النووي وليس ذلك مختصا بالصلاة بل هو عام في جميع أعمال البر