وقتها، ومنهم من قال: بل ننفذ الأمر كما ورد، ولا نصلي إلا في بني قريظة، ونفذ كل ما رأى -وذكروا الأمرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعنف أحدا من الفريقين، ولم يخطئ أيا من الاجتهادين -وحاصر المسلمون بني قريظة حتى نزلوا على حكم سعد بن عبادة، فكان حكم الله من فوق سبع سماوات: أن يقتل الرجال، وأن تسبى النساء والذراري، وتؤخذ الأموال.
-[المباحث العربية]-
(الأحزاب) قريش وأحلافها، وكانوا عشرة آلاف نفس والمراد هنا غزوة الأحزاب.
(بني قريظة) فرقة من اليهود، كانت تسكن قرى حول المدينة، وقريظة تصغير القرظ، وهو ضرب من الشجر، يدبغ به، يقال أديم مقروظ، وبه سمي هذا البطن من اليهود.
(فأدرك بعضهم العصر) الفاء عاطفة على محذوف، تقديره فراحوا فأدرك و"بعض" مفعول به منصوب "والعصر" فاعل، والضمير في "بعضهم" راجع لأحد الذي هو عام، لأنه نكرة في سياق النفي.
(لم يرد منا ذلك) هذه الجملة كبيان لعلة ما اختاروه، و"يرد" للفاعل وفاعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو للمفعول مفتوح الراء، والمعنى واحد على كلا الوجهين، و"ذلك" إشارة إلى المفهوم من السياق، وهو تأخير صلاة العصر حتى يأتوا بني قريظة.
-[فقه الحديث]-
ذكر البخاري هذا الحديث تحت باب "صلاة الطالب والمطلوب راكبا وإيماء" من كتاب "صلاة الخوف" ومناسبة هذا الحديث لكتاب صلاة الخوف من حيث جواز تأخير الصلاة عن وقتها عند طلب العدو، وجواز النزول عن الدواب، وقد فرق العلماء بين صلاة الطالب والمطلوب فقال ابن المنذر: إن المطلوب يصلي على دابته يومي إيماء، أما الطالب فإنه ينزل ويصلي على