المدينة، وزاد انشغالهم بدنياهم عن المكث في المسجد، والحق أن دوافع عثمان لهذا الأذان هي دوافع الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته للبحث عن وسيلة يعلمون بها عن وقت الصلاة ليجمعوا الناس، فعثمان وإن ابتدع المظهر لكنه يوافق ويحقق هدف الشريعة الإسلامية. لذا أقره الصحابة، ولم يعترض على فعله أحد، واستمر العمل على هذا عند جماهير المسلمين حتى اليوم. رضي الله عنه وأرضاه.
-[المباحث العربية]-
(كان النداء يوم الجمعة) أي الأذان الذي ذكره الله تعالى في قوله: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} أي إذا أذن لها فامضوا إليها {وذروا البيع}
(أوله) بالرفع بدل من اسم كان، أي ابتداؤه.
(إذا جلس الإمام على المنبر) وفي رواية "كان الأذان أذانين. إذا خرج الإمام وإذا أقيمت الصلاة".
(فلما كان عثمان) خبر كان محذوف، والتقدير فلما كان عثمان خليفة. أو "كان" تامة، و"عثمان" فاعلها، أي فلما تولى عثمان رضي الله عنه.
(وكثر الناس) أي بالمدينة.
(النداء الثالث) الأذان الذي يكون عند دخول الوقت، قبل خروج الإمام ليعلم الناس أن الجمعة قد حضرت، وسماه ثالثا باعتبار كونه مزيدا على الأذان والإقامة، وإن كان أولا باعتبار الوجود، وسميت الإقامة أذانا على سبيل التغليب لاشتراكها معه في الإعلام بالصلاة.
(الزوراء) بفتح الزاي وسكون الواو موضع بسوق المدينة قيل: إنه مرتفع كالمنارة وقيل حجر عند باب المسجد، وقيل دار لعثمان.
-[فقه الحديث]-
إنما أمر عثمان بالنداء الأول على الزوراء لإعلام الناس بدخول وقت