وشغل عن إتمام الخشوع، فكان لزاما عليه أن يبادر بأداء هذا الواجب فور القدرة والتمكن من أدائه، فدخل بيته وأمر بتوزيعه على فلان وفلان، ثم عاد يزيل القلق، ويرفع التعجب، ويهدئ خواطر أصحابه صلى الله عليه وسلم.

-[المباحث العربية]-

(فسلم ثم قام) "ثم" عطفت "قام" على "سلم" وليست مفيدة للتراخي، بل بمعنى الفاء، وقرينة ذلك قوله "مسرعا" ويؤيده رواية "فسلم فقام" يعني أن قيامه كان عقب تسليمه من الصلاة مباشرة، أو يقال: إن "ثم" للتراخي الزمني وهو أمر نسبي، وكذلك الإسراع أمر نسبي، فهو تراخ وإسراع.

(يتخطى رقاب الناس) أي يمر بينهم وهم جلوس، والجملة في محل نصب على الحال.

(ففزع الناس) أي خافوا، وكانت تلك عاداتهم إذا رأوا منه غير ما يعهدونه، خشية أن ينزل فيهم شيء يسوؤهم.

(فرأى أنهم عجبوا من سرعته) أي فعلم أنهم عجبوا، وطريق العلم ما ورد في بعض الروايات "فقلت" أو "فقيل له".

(ذكرت) أي تذكرت فهو من الذكر بالضم، ويؤيد هذا رواية "ذكرت" بضم الذال وتشديد الكاف وكسرها.

(شيئا من تبر) التبر الذهب غير المضروب، وقيل: ذهب أو فضة أو جميع جواهر الأرض قبل أن تصاغ، وفي رواية "تبرا من الصدقة".

(فكرهت أن يحبسني) يشغلني التفكير فيه عن كمال التوجه والإقبال على الله تعالى، فالفعل "يحبسني" مراد به الماضي أي فكرهت أن حبسني أو كرهت أن يمنعني ويقيدني في الموقف يوم القيامة، حبس سؤال، والكراهة هنا معناها الخوف.

-[فقه الحديث]-

ذكر البخاري هذا الحديث تحت باب "من صلى بالناس فذكر حاجة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015