تعالى منزه عن المكان فالمراد هنا سبق إثابة الله لمن يظن به خيرا وقال الراغب أنه موضوع للقرب ويستعمل في المكان
(في ملإ) أي في جماعة وقوم والظاهر أن "في" هنا للظرفية المجازية لتلبس الذكر بالملإ حيث وصل إلى أسماعهم كتلبس المظروف بالظرف فيكون الشخص ذاكرا والملإ مستمعين وعلى هذا لا تكون "في" للمصاحبة
(شبرا ذراعا باعا) بالنصب على التمييز أي مقدار شبر ومقدار باع والباع عبارة عن طول ذراعي الإنسان وعضديه وعرض صدره
(هرولة) أي إسراعا وفي المصباح هرول أسرع في مشيه ولهذا يقال هو بين المشي والعدو ولفظ النفس والتقرب والهرولة في جانب الله مجاز على سبيل المشاكلة أو على طريق الاستعارة أو قصد إرادة لوازمها وإلا فهذه الإطلاقات وأشباهها مستحيلة على الله تعالى على سبيل الحقيقة
-[فقه الحديث]-
يقول الله عز وجل "أنا عند ظن عبدي بي" أي قادر على أن أعمل به ما ظن أني عامله به فإن ظن أني أعفو عنه وأغفر له فله ذلك وإن ظن أني أعاقبه وأؤاخذه فذلك وقيده بعض أهل التحقيق بالمحتضر وما قبل ذلك فالمختار الاعتدال وعليه فينبغي للمرء أن يجتهد في العبادات موقنا بأن الله يقبله ويغفر له لأنه وعد بذلك والله لا يخلف الميعاد فإن اعتقد أو ظن خلاف ذلك فهو آيس من رحمة الله تعالى وهذا من الكبائر ومن مات على ذلك وكل إلى ظنه ومحل ذلك أن يكون العبد قائما بما طلب منه وأما ظن المغفرة مع الإصرار على المعصية فذلك محض الجهل والغرور والخلاصة أن حسن الظن المعتبر مستلزم لحسن العمل وإلا فهو الطمع المذموم الذي يورد صاحبه موارد الهلكة ومعنى "وأنا معه إذا ذكرني" أن العبد حين يذكر فالله معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية والإعانة فهي معية خصوصية غير المعلومة من قوله تعالى {وهو معكم أين ما كنتم} فإنها