يوجدها إذ كل شيء بخلق الله وتقديره وأضيفت الرؤيا إلى الله تعالى أضافة تشريف وظاهره أن المضافة إلى الشيطان يقال لها رؤيا أيضا وقيل لها حلم أخذا من حديث "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان" وهو تصرف شرعي وإلا فالكل يسمى رؤيا والحكمة في كتمان الرؤيا المكروهة مخافة تعجيل اشتغال قلب الرائي بمكروه تفسيرها لأنها قد تبطئ فإذا لم يخبر بها زال تعجيل روعها وتخويفها ويبقى إذا لم يعبرها له أحد بين الطمع في أن لها
تعبيرا حسنا والرجاء في أنها من الأضغاث فيكون ذلك أسكن لنفسه كذا قال القاضي عياض وفي معنى "فإنها لا تضره" قال النووي إن الله جعل ما ذكر سببا للسلامة من المكروه المترتب على الرؤيا كما جعل الصدقة وقاية للمال اهـ ويمكن أن يقال إن الاستعاذة والتفل والتحول إلى الجنب الآخر والصلاة وقراءة القرآن الواردات في بعض الروايات إنما هي لتقوية الروح المعنوية ومدافعة الوهم والخوف اللذين يؤثران تأثيرا ضارا أكثر من تأثير وقوع المصائب
-[ويستفاد من الحديث: ]-
1 - مشروعية حمد الله عند الرؤيا الصالحة
2 - والتحدث بها للعالم الناصح
3 - ومشروعية التعوذ بالله عند الرؤيا المكروهة
4 - وعدم ذكرها لأحد
5 - أن الرؤيا قد تقع على ما يعبر به أخذا من قوله "ولا يذكرها لأحد"
6 - استدل بقوله "فليستعذ بالله من شرها" على أن للوهم تأثيرا في النفوس لأن الاستعاذة مما يدفع الوهم فكأنه لم يكن.