للرائي في دنياه أو أخراه فينبغي لمن رأى ذلك أن يحمد الله تعالى عليه وأن يتحدث به إلى من يحب والثاني يزعج النفس ويوقعها في الوهم والاضطراب وغير ذلك مما يكرهه الرائي فعليه أن يستعيذ بالله من شر تلك الرؤيا ومن شر الشيطان وأن يكتمها عن الناس ولا يذكرها لأحد فإنه إن فعل ذلك وقاه الله ضررها وأنجاه من شرها وهو بكل شيء حفيظ
-[المباحث العربية]-
(رؤيا) بالألف اسم لما يراه النائم والرؤية بالتاء اسم لما يكون في اليقظة وقد تستعمل أولى في موضع الثانية قال تعالى {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} على أنها الإسراء وكان يقظة لا مناما
(وليحدث بها) مفعول محذوف تقديره وليحدث بها لبيبا أو حبيبا
-[فقه الحديث]-
إذا رأى أحدكم في نومه رؤيا يحبها لما تشير من خيري الدنيا والآخرة فليحمد الله عليها وليحدث بها وعند مسلم "فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلا من يحب" وقوله "فليبشر" بضم الياء من الإبشار والبشرى كما قال النووي أي فليستبشر وفي حديث عند الترمذي "ولا يحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا" وفي آخر "ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح" قال القاضي أبو بكر ابن العربي "أما العالم فإنه يؤولها على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعلمه بما يعول عليه في معناها أو يسكت وأما الحبيب فإن عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت" اهـ قال الحافظ والأولى الجمع فإن اللبيب عبر به عن العالم والحبيب عبر به عن الناصح وأما الحكمة في أنه لا يحدث بها من لا يحب فهي أنه يفسرها له بما لا يحب إما بغضا وإما حسدا فيتعجل لنفسه من ذلك حزنا ونكدا وإنما نسبت غير المحبوبة إلى الشيطان لأنه هو الذي يخيل بها أو لأنها تناسب صفته من الكذب والتهويل أو لأنها على هواه ومراده إذ هو يحب الشر دائما لا أنه