الأصليين وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم "من انتسب إلى غير أبيه انتسابا يستحل به حقوق الغير وهو يعلم أنه غير أبيه حرم الله عليه الجنة"
-[المباحث العربية]-
(ادعى) بوزن افتعل أي انتسب
(وهو يعلم) الجملة حالية
(فذكر ذلك لأبي بكرة) وهو نفيع بن الحارث الكلدي أي ذكر الحديث والذي ذكره لأبي بكرة هو أبو عثمان الراوي عن سعد وفائدة هذه العبارة التوثيق من صحة الحديث حيث سمعه غيره أيضا ووعاه
-[فقه الحديث]-
حكمة هذا التحذير أن من نتائج انتساب الرجل إلى غير أبيه أنه قد يتزوج أخته من أبيه الحقيقي أو عمته أو غيرهما مما حرمه الشرع فوق إرثه من غير أبيه وأخذه مال الغير بغير حق وظاهر قوله "فالجنة عليه حرام" تخليده في النار ولهذا حمله بعضهم على المستحل لأن الجنة ما حرمت إلا على الكافرين وحمله بعضهم على التغليظ على الزجر للتنفير من هذا الفعل واستشكل بأن جماعة من خيار الأمة انتسبوا إلى غير آبائهم كالمقداد بن الأسود إذ هو ابن عمرو بن ثعلبة الزهري تبناه الأسود بن عبد يغوث الزهري فنسب إليه وأجيب بأن أهل الجاهلية كانوا لا يستنكرون أن يتبنى الرجل غير ابنه الذي خرج من صلبه فينسب إليه ولم يزل ذلك في أول الإسلام حتى نزل قوله تعالى {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} وقوله عز وجل {ادعوهم لآبائهم} فغلب على بعضهم النسب الذي كان يدعى به من قبل الإسلام فصار إنما يذكر للتعريف لا للانتساب الحقيقي فلا يقتضي الوعيد المذكور لأنه إنما يتعلق بمن انتسب إلى غير أبيه عن علم منه بأنه ليس أباه عامدا مختارا ليحصل على جميع حقوق البنوة
-[ويستفاد من الحديث: ]-
التحذير الشديد من الانتساب إلى غير الآباء لما في ذلك من المفاسد الكثيرة.