الاستئذان طلب الإذن فيما لا يملكه المستأذن وهو واجب لدخول مكان غير مملوك بنص الكتاب قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها} أي تستأذنوا وتسلمواوقرئ به وقيل معناه حتى تتنحنحوا وأصله طلب الإيناس ضد الإيحاش وظاهر الآية أن الاستئذان مقدم على السلام لكن جاء في السنة ما يفيد عكسه روى أبو داود "استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فقال أألج فقال لخادمه أخرج لهذا فعلمه فقال قل السلام عليكم أدخل وأجمع العلماء بأن السلام يقدم إن وقعت عين المستأذن على صاحب المنزل وإلا قدم الاستئذان ويستأذن ثلاثا الأولى ليسمع والثانية ليستعد له المالك والثالثة ليأذن له فإن لم يوجد أحد من الآذنين فلا ينبغي الدخول بل ينبغي الصبر حتى يوجد من يأذن فإن وجد المالك ولم يأذن سواء قال أرجع صراحة أو فهم عدم الإذن منه بالقرائن وجب الرجوع وعدم الوقوف على الأبواب وأصل مشروعيته الاحتراز من وقوع النظر إلى ما لا يريد صاحب المنزل النظر إليه لو دخل بلا إذن ومن هذا يعلم أنه واجب ولو تحقق خلو المنزل من النساء كما يجب عند الاستئذان صرف البصر وكف الأذى وعدم التضييق على المارين وعدم احتقارهم والاستهزاء بهم فإن قيل له من ذا فلا يقل أنا ويسكت بل يذكر ما يبين عن شخصيته قال النووي إذا لم يقع التعريف إلا بأن يكفي المرء نفسه لم يكره ذلك وكذا لا بأس أن يقول أنا الشيخ فلان إذا لم يحصل التمييز إلا بذلك أما الاستئذان في دخول بيت يملكه فهو مشروع إن كان