على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان"
-[المعنى العام]-
إن الله يحب العطاس لأنه ينشأ من خفة البدن وينشأ عنه النشاط في العبادة ويكره التثاؤب لأنه ينشأ عن امتلاء المعدة وكسل التفكير ويتبعه التراخي في العبادة فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان على كل مسلم سمع عطاسه وحمده أن يشمته فيقول له يرحمك الله وأما التثاؤب فهو من إغواء الشيطان ليفتح الإنسان فاه ويقول ها ويعوي كما يعوي الكلب فيتمكن الشيطان منه ومن تنحيته عن ذكر الله فليتجنب المسلم أسباب التثاؤب فإذا أشرف عليه فليدفعه وليكظم قدر استطاعته فإن لم يستطع فليضع يده أو ثوبه على فمه وليقبض شفتيه لئلا يضحك الشيطان من قبح شكله وهيئته ويفرح بنجاح خطته ويسخر من المسلم ومن ضعف عزيمته
-[المباحث العربية]-
(إن الله يحب العطاس) المحبة هنا باعتبار سبب العطاس الذي هو عدم التوسع في الأكل فتنفتح المسام وصمائم الأجهزة المخرجة للسموم والرطوبات من الدماغ وسائر الجسد فيخف البدن وينشط الفكر فيكون داعية إلى النشاط في العبادة وباعتبار ما يترتب على العطاس من الحمد والتشميت إلى غير ذلك
(ويكره التثاؤب) وهو النفس الذي ينفتح منه الفم والكراهة هنا باعتبار السبب أيضا وهو التوسع في الأكل حيث يمتلئ الجسم ويزيد الضغط على الأوعية فتكثر فيها الأسدة وتتعطل الأجهزة المفرزة للسموم فيثقل الجسم ويضعف الفكر ويستولي الكسل وتنحط الهمة عن العبادة