(يجأ) مضارع وجأ وأصله يوجئ بفتح الياء وكسر الجيم فحذفت الواو لوقوعها بين الياء والكسرة ثم فتحت الجيم لأجل الهمزة ومعناه يطعن ويضرب
-[فقه الحديث]-
مناسبة هذا الحديث لكتاب الطب جعلها البخاري تحت باب شرب السم للتداوي وكأنه يستدل بذلك على عدم جوازه لأنه يفضي إلى قتل النفس قال الحافظ ابن حجر إن مجرد شرب السم ليس بحرام على الإطلاق لأنه يجوز استعمال اليسير منه إذا ركب معه ما يدفع ضرره إذا كان فيه نفع ويمكن جعل المناسبة من حيث أن المريض قد ييأس من الطب فيستعين على نفسه بذلك للتخلص من دائه كما هو مشاهد في هذه الأيام والحديث يدل على أن الجزاء من جنس العمل وعيدا وتحذيرا من الإقدام على الانتحار بأية وسيلة كانت فيقاس على ذلك من تردى في بحر فغرق ومن نصب لنفسه حبلا فخنق ومن أشعل في نفسه نارا فاحترق ولما كان ظاهر الحديث يفيد تخليد فاعل هذا الفعل في النار مع أنه قد يكون مؤمنا حمل الشراح الخلود في الحديث على المكث الطويل لكن هذا الحمل بعيد لتأكيده بلفظ التأبيد ولذا جعل بعضهم هذا الجزاء لمن استحل هذا الفعل الشنيع أو لمن سخط على القضاء وحمله بعضهم على التغليظ والتهديد والوعيد وهذان الرأيان أقرب من جعله لكافر بعينه أو لمن فعل ذلك من الكفار لأن الخلود حاصل للكافر وإن لم يقدر على الانتحار
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
1 - التحذير من الانتحار مهما كانت أسبابه ودواعيه
2 - أن الجزاء من جنس العمل
3 - وجوب الصبر على الآلام وعدم السخط
4 - الرضا بالقضاء وتسليم قبض الروح لواهب الحياة.