رواية "ولكن سددوا" وفائدة الاستدراك هنا إنه قد يفهم من النفي المذكور نفي فائدة العمل فكأنه قيل بل للعمل فائدة وهي أنه علامة على الرحمة التي تدخل العامل الجنة فسددوا وقاربوا والفاء فصيحة في جواب شرط مقدر أي إذا علمتم ذلك فسددوا
(ولا يتمنين) ضبطه العيني بنون التوكيد الخفيفة فالفعل معها مبني على الفتح في محل جزم بلا الناهية وروي "لا يتمن أحدكم" وأصله يتمنى حذفت الياء للجزم بلا الناهية وروي "لا يتمنى" بإثبات الياء فهو نهي في صورة الخبر ولا نافية
(إما محسنا) خبر لكان المحذوفة مع اسمها والتقدير إما يكون محسنا والجملة تعليل للنهي عن تمني الموت
(فلعله أن يزداد خيرا) لعل للرجاء المجرد عن التعليل ودخلت أن على خبرها وخيرا مفعول "يزداد"
(أن يستعتب) من الاستعتاب وهو طلب زوال العتب أو من العتبى وهي الرضا
-[فقه الحديث]-
ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم "لن يدخل أحدا عمله الجنة" يتعارض مع قوله تعالى {وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون} وقوله {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} وقد جمع بين الحديث والآيات بعدة وجوه
منها أن العمل لا يوجب دخول الجنة بل الدخول بمحض فضل الله تعالى والعمل سبب عادي ظاهر إذ العمل مهما عظم ثمن ضئيل بالنسبة لدخول الجنة فمثل هذه المقابلة كمثل من يبيع قصورا شاهقة ومتاعا واسعا بدرهم واحد فإقبال البائع على هذه المبادلة ليس للمساواة بين المبيع والثمن بل لتفضله على المشتري ورحمته به فمن رحمة الله بعبادة المؤمنين أن جعل بعض أعمالهم الفانية وأموالهم الزائلة ثمنا لنعيم لا يبلى ويؤيده