إلى الجنة فلا تغتروا به ولا تتكلوا على الفضل والرحمة ولكن اقصدوا في أعمالكم السداد والصواب وقاربوا بينكم وبين رضا الله باتباع أوامره واجتناب نواهيه ولا يتمن أحد منكم الموت رجاء التعجل بدخول الجنة والفوز برحمة الله لأنه إن كان محسنا ومطيعا بأنه يرجى له أن يزداد طاعة فيزداد رضا ورحمة وإن كان مسيئا عاصيا فإنه يرجى له أن يرجع إلى ربه ويتوب إليه ويرد المظالم ويتدارك ما فاته من الطاعات

-[المباحث العربية]-

(لن يدخل أحدا عمله الجنة) المضارع مبني للمعلوم وأحدا مفعوله الأول مقدم والجنة مفعوله الثاني وعمله فاعله آخر لاشتماله على ضمير يعود على المفعول

(ولا أنت) أنت مبتدأ والخبر محذوف والجملة على تقدير همزة الاستفهام معطوفة على محذوف أي لا يدخل أحدا عمله الجنة ولا أنت يدخلك عملك الجنة

(ولا أنا) الخبر محذوف أيضا والجملة معطوفة على محذوف أي لن يدخل أحدا عمله الجنة ولا أنا يدخلني عملي الجنة

(إلا أن يتغمدني الله بفضل) يقال تغمده الله برحمته أي غمره بها كالغمد للسيف ففيه استعارة تبعية حيث شبه غشيان الرحمة على الإنسان بغشيان الغمد على السيف بجامع الوقاية في كل ثم استعير المشبه به للمشبه إلخ والباء للملابسة والاستثناء منقطع أو متصل من عموم الأحوال والتقدير ولا أنا يدخلني عملي الجنة في حال من الأحوال إلا في حال تغمد فضل الله لي

(فسددوا وقاربوا) أي اطلبوا السداد وهو الصواب وهو ما بين الإفراط والتفريط أي فلا تغلو ولا تقصروا واعملوا به فإن عجزتم عنه فقاربوا منه ويروى "وقربوا" أي قربوا غيركم إليه وقيل معنى سددوا اجعلوا أعمالكم مستقيمة ومعنى قاربوا اطلبوا قربة الله عز وجل وجاء في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015