(يأبى الله) إلا خلافة أبي بكر عهدت إليه أو لم أعهد
(ويدفع المؤمنون) خلافة غيره اعتمادا على استخلافي له في الصلاة
(أو يدفع الله) خلافة غيره
(ويأبى المؤمنون) إلا خلافته أو للشك من الراوي في أي العبارتين صدرت عن الرسول
-[فقه الحديث]-
ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان "باب قول المريض وارأساه" واستدل به على الترخيص للمريض بأن يقول ذلك دون كراهة وأشار بذلك إلى الرد على من كره أنين المريض وتأوهه والتحقيق في الموضوع أن المذموم من ذلك ذكره للناس تضجرا أو تسخطا وأما من أخبر به إخوانه ليدعوا له بالشفاء والعافية أو كان أنينه وتأوهه للاستراحة فليس ذلك من قبيل الشكوى المذمومة وسبب تراجع الرسول عما هم به من العهد لأبي بكر بالخلافة مع أن هذا العهد كان قاطعا للنزاع إنه علم بطريق الوحي حصول الخلافة لأبي بكر وتشريعا لمبدأ المشورة بينهم وترغيبا في جعل الخلافة عن طريق الانتخاب لا عن طريق التعيين وليحصل المسلمون أجر اجتهادهم واختيارهم لمن يعهد بالخلافة وترك الأمر لهم وإنما عين أبو بكر عمر رضي الله عنهما لضرورة قصوى فقد كان المسلمون في حروب يؤثر فيها أدنى خلاف على أن الشبهة في هذا التعيين منفية تمام الانتفاء فلم يعين أبو بكر ابنه ولا أحد من أقربائه بل اختار مرضيا عنه من جميع المسلمين وإنما ذكر الرسول ابن الصديق معه في العهد بالخلافة ولم يكن له دخل لأن المقام مقام استمالة قلب عائشة أي كما إن الأمر يفوض إلى أبيك كذلك الائتمار في ذلك بحضور أخيك وأقاربك هم أهل أمري وأهل مشورتي ويروي الحديث بلفظ "لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر أو آتيه" من الإتيان بمعنى المجيء فلا ذكر لابن أبي بكر وعليه فلا إشكال