فيقال: إنه سحر وتخيل، انبثقت إليهم عنها من كل وجه، ولم يشك أنها آية أراها الله تعالى عباده والله أعلم.
وأما الأمر الذي لم يخرج الدابة، فهو تمييز المؤمن والكافر والمنافق، ورسم كل فريق من هؤلاء الفرق في وجهه بما يعلم الله تعالى منه، وهي وإذا تعقل ذلك بإلهام الله عز وجل إياها، لا باختيار وامتحان يقع فيها للناس، ووردت الأخبار بعد القرآن بذكرها، وفي بعضها أنها تخرج بمكة بين الصفا والمروة.
وجاء عن عبد الله بن عمر أنه قال وهو يومئذ بمكة: لو شئت لاخترت بشيء به هاتين، ثم مشيت حتى أدخل الوادي الذي تخرج منه دابة الأرض، فإنما تخرج، فتلقى المؤمن فتسمه في وجهه وكفيه، فيبيض بها وجهه، وتسم وجه الكافر وكفيه فيسود بها وجهه. وهي دابة ذات رغب وريش، فيقول: {إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} وهذا والله أعلم، إنما نذكر الناس بهذه التلاوة، إنها الدابة التي أخبر الله تعالى عنها في القرآن، فقال: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن دابة الأرض تخرج من بعض أودية تهامة ذات زغب وريش، لها أربع قوائم، فتكتب بين عيني المؤمن بكتة يبيض منها وجهه، وتكتب بين عيني الكافر بكته فيسود منها وجهه. والبياض في هذين الأثرين بياض من غير سوء، يشبه أن يكون ذلك عبارة عن النور والإشراق والله أعلم.
وأما ظهور يأجوج ومأجوج فغنه يكون في أيام عيسى صلوات الله عليه بعد قتله الدجال بذلك. ووردت الأخبار، وفيها أنهم إذا خرجوا لم يأتوا على أحد إلا أهلكوه فتهرب الناس، ويأتون عيسى عليه السلام مستغيثين منهم، فيدعو الله عليهم دوابا يقال لها النغف فتأخذ بأقفيتهم فتقتلهم، فتتبين الأرض منهم، فيأتي الناس صلوات الله عليه ثانية فيدعو الله عليهم، فيبعث الله عليهم الماء فيذهب بهم فيقذفهم في البحر.
وأما طلوع الشمس من مغربها، فقيل في قول الله عز وجل: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة، أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا