ينفع نفسًا إيمانها، لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}.
أن المراد بطلوع الشمس من مغربها. وجاء ذكره نصا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بعض الأخبار أن تلك الليلة تطول فلا يعلم بحالها إلا المجتهدون أصحاب الأوراد، فغنهم يفرغون من أورادهم، والليل بحاله، فيعودون لمثلها.
فإذا فرعوا منه ولم يصبحوا قاموا ظنا ولم يستفتوه حتى يعودوا لأورادهم، فإذا فرغوا وجدوا الليل لا يجلى استفتوا، وفرق الناس فصاحوا وفرغوا إلى ذكر الله تعالى والصلاة والبكاء، فإذا طلع الفجر رأوه من قبل المغرب ثم طلعت الشمس من مغربها فيشاهدونها لا نور لها، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها.
وفي بعضها أنها تطلع من قبل وتبقى الدنيا حتى يلتقي الشيخان الهرمان، فيقول أحدهما للآخر: متى ولدت؟ فيقول: أخبرتني أهلي أني ولدت ليالي طلعت الشمس من مغربها.
فصل
فأما أول الآيات ظهور الدجال ثم نزول عيسى صلوات الله عليه ثم خروج يأجوج ومأجوج ويبين ذلك أن الكفار في وقت عيسى عليه السلام يفنون، لأن منهم من يقتل ومنهم من يسلم، وتضع الحرب أوزارها، فيستغنى عن القتال على الدين بذلك أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو كانت الشمس طلعت قبل ذلك من مغربها لم ينفع اليهود إيمانهم أمام عيسى صلوا الله عليه، ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحدا بإسلام من يسلم منهم.
فأما الآيتان الباقيتان فالذي نسبه أن عيسى صلوات الله عليه، إذا قبضه الله تعالى دخلت الأرض منه، وتطاول الأيام على ذلك أخذ الناس في الرجوع إلى عاداتهم وأحدثوا الأحداث من الكفر والفسوق كما أحدثوه بعد كل قائم نصبه الله تعالى حجة عليهم، ثم قبضه فيخرج الله تعالى دابة من الأرض كما تقدم وصفه، فيميز المؤمن من الكافر، ليرتدع بذلك الكفار عن كفرهم والفساق عن فسقهم ويستبصروا وينزعوا أعمالهم فيه من الفسوق