تنبيهان:
الأول: كما تستعمل "لعل" في مقام التمني لنكتة إبراز البعيد الحصول في صورة القريب المتوقع حصوله, تستعمل "ليت" في مقام الترجي لنكتة إبراز المرتقب حصوله في صولة البعيد الحصول "عكس الأول" كما في قول الشاعر:
فيا ليت ما بيني وبين أحبتي ... من البعد ما بيني وبين المصائب
يقول: إنه مبتلى بأمرين بعد الأحبة عنه: وقرب المصائب منه. فهو يرجو لو تبتعد عنه المصائب ابتعاد الأحبة, وهذا المرجو كما يبدو مترقب الحصول, ولكن لما كان بعيد المنال "في زعمه" وأنه أمر لا طماعية فيه، ولا أمل في الوصول إليه عبر فيه "بليت" تنزيلا للمترجي القريب الحصول منزلة المتمني البعيد الحصول.
الثاني: اعلم أن "هل" قد يزاد عليها حرف "لا"، فيقال: "هلا" بالتشديد, وقد تقلب الهاء همزة، فيقال: "ألا", كذلك "لو" قد يضم حرف "لا" أو "ما" فيقال: "لولا ولوما", وبهذا يتكون حروف أربعة، تصلح للتمني بها، هدى, هلا، وألا، ولولا, ولوما؛ وإنما ركبت "هل ولو" هذا التركيب ليزول احتمال معنى الاستفهام في هل ومعنى الشرط في لو ويتعين معنى "التمنى", فإذا دخلت أحداهما على الفعل الماضي حينئذ أفادت معنى "التنديم" أي جعل المخاطب نادمًا وإن دخلت على المضارع أفادت معنى "التحضيض والحث" أي حض المخاطب وحثه على الفعل, تقول في الأول: "هلا سافرت" أو "لولا سافرت"، على معنى: "هلا تخلص في عملك"، أو "لو ما" تصدق في قولك: على معنى: ليتك تخلص أو ليتك تصدق، تريد حضه على الإخلاص أو الصدق. ا. هـ.