أن يكون نفسه في كفه لجاد بها كعادته في الجود.
وقال المتنبي:
غلت الذي حسب العثور بآيةٍ ... ترتيلك السورات من آياتها
إن كان أراد أن يحسب العشور بترتيله فليس الترتيل صورة بنيت في اللفظ ولا الخط وإن كان أراد بقوله من آياتها أي من معجزاتها لم تحسب العشور بالآيات لإظهار معجزة في الآية التي هي تمام العشر، والإعجاز يشتمل على جميع آيات الكتاب من الأولى منها إلى العاشرة وما كنت أحب له أن يجعل ترتيل الممدوح السور من آياتها لأن الإعجاز فيها غير مفارق مع الترتيل وضده وتسامحه في هذا كتسامحه في قوله:
وأبهرُ آيات التهاميّ أنَّهُ ... أبوكَ وأجدى ما لكم من مناقبِ
وقال المتنبي:
كرمٌ تبين في كلامك مائلاً ... ويبينُ عتق الخيل في أصواتِها
قال ابن الرومي:
فمن يدلُ على لبٍ يعارضه ... والطرفُ يعرب عن عتق إِذا صَهلا