إنّ بعضاً من القريض هَذاءٌ ... ليس شيئاً وبعضهُ أحكامُ
منهُ ما يجلبُ البراعة والفض ... ل منه ما يجلبُ البِرسامُ
هذا يشبه قول القائل:
وبعضُ بيوتِ الشعر حكمٌ وبعضها ... جلالفةٌ في ظُلمه الليل خاطِبه
وقال أبو العتاهية:
ولكنَّ قول الشعر ما لم يكن هدى ... ونوراً وحكماً كان عيّاً وظُلمه
وقال: البرسام وليس للعرب إلا البلسام، وقد قال بشار:
أبا أحمدٍ طُول انتظاري يليه ... ووعدك داءٌ مثل داءُ المُبلسمِ
فعجلْ ببأس أو بتعجل حاجة ... كفى ببيان من فصيحٍ وأعجمِ
ولأنك كالعذراء يوم نِكاحها ... إذا استؤذيت في نفسها لم تكلمِ
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى تعلب يقال: تبلسم الرجل ولا تعرفه العرب بالزاء.
وبعدها أبيات أوّلها:
لا تنكرن رحيلي عنكَ في عجلٍ ... فإِنني لرحيلي غيرُ مُختارِ
يقول فيها:
وربّما فارقَ الإِنسان مُهجته ... يوم الوغَى غير قالٍ خَشْية العارِ