"يهدبها" -بضم الدال المهملة وكسرها، بعدها باء موحدة- أي: يقطعها ويجنيها.

2091 - وعن إبراهيم -يعني ابن الأشتر- أن أبا ذر حضره الموت، وهو بالربذة، فبكت امرأته، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: أبكى، فإنَّه لا يد لي بنفسك، وليس عندي ثوب يسع لك كفنا، قال: لا تبكى؛ فإنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين" قال: فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية؛ فلم يبق منهم غيري؛ وقد أصبحت بالفلاة أموت؛ فراقبى الطريق؛ فإنك سوف ترين ما أقول؛ فإنى والله ما كذبت ولا كُذبت، قالت: وأنى ذلك؛ وقد انقطع الحاج؟ قال: راقبي الطريق، قال: فبينا هى كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم؛ فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا: ما لك؟ فقالت: امرء من المسلمين تكفنوه وتؤجروا فيه؟ قالوا: ومن هو؟ قالت: أبو ذر، ففدوه بآبائهم وأمهاتهم، ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه، فقال: أبشروا، فإنكم النفر الذين قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيكم ما قال، ثمَّ أصبحت اليوم حيث ترون، ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه، فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا؛ فكل القوم قد نال من ذلك شيئًا، إلا فتى من الأنصار وكان مع القوم قال: أنا صاحبك، ثوبان في غيبتي من غزل أمي، وأحد ثوبي هذين اللذين عليّ، قال: أنت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015