في هذه الليلة على زوجها، فأشفقوا فيها على الغرق فحملوها معهن، فلما وصلت السفينة مشرعة الرباط غرقت بمن فيها، فأمسك النقيب من الإصعاد وتسلى بمن بقي عمن مضى، وأقامت أم الصبية عليها المأتم.
وأرغيان قرية بنواحي نيسابور. سمع الحديث الكثير وتفقه، وكان حافظا للمذهب، وعلق أصول الفقه على الجويني، وناظر ثم ترك المناظرة وبنى رباطا ووقف عليه وقوفا، وتشاغل بقراءة القرآن، وأدام التعبد.
وتوفي في محرم هذه السنة.
40/ ب
ولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وقرأ القرآن، وسمع الحديث من أبي القاسم بن بشران، وأبي منصور السواق، وأبي الحسن القزويني وغيرهم، وأقرأ السنين الطويلة وختم القرآن عليه ألوف من الناس. وروى الحديث الكثير، فحدثنا عنه ابن بنته أبو محمد المقرى، وكان من كبار الصالحين الزاهدين المتعبدين حتى إنه كان له ورد بين العشائين يقرأ فيه سبعا من القرآن قائما وقاعدا، فلم يقطعه مع علو السن.
وتوفي ضحى نهار يوم الأربعاء سادس عشر المحرم عن سبع وسبعين [2] ممتعا بسمعه وبصره وعقله، وأخرج من الغد فصلى عليه سبطه أبو محمد في جامع القصر، وحضر جنازته ما لا يحد من الناس، حتى ان الأشياخ ببغداد كانوا يقولون: ما رأينا جمعا قط هكذا لا جمع ابن القزويني [ولا جمع ابن الفراء] [3] ولا جمع الشريف أبي جعفر،