فمن الحوادث فيها:
أنه ظهر في المحرم رجل بسواد نهاوند ادعى النبوة، وتبعه خلق من الرستاقية، وباعوا أملاكهم ودفعوا إليه [1] أثمانها، وكان يهب جميع ما معه لمن يقصده، وسمى أربعة/ من أصحابه أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، وكان يدعي معرفة النجوم والسحر، 40/ أوقتل بنهاوند.
وخرج رجل من أولاد ألب أرسلان فطلب السلطنة، فقبض عليه فكان بين مدة خروجه واعتقاله شهران، فكان أهل نهاوند يقولون: خرج عندنا في مدة شهرين مدع للنبوة، وطالب للملك واضمحل أمرهما اسرع من كل سريع.
وفي النصف من رجب وهو نصف شباط: توالت الغيوم، وزادت دجلة حتى قيل انها زادت على سنة الغرق.
وهلكت في هذه السنة [2] الغلات، وخربت دور كثيرة وانزعج الخلق، فلما أهل رمضان نقص الماء، وقدر في هذه الزيادة أمر عجيب، وذلك أن نقيب النقباء أبو القاسم الزينبي أشرفت داره بباب المراتب على الغرق، فأقام سميريات ليصعد فيها إلى باب البصرة، فتقدمت منهن سفينة فيها تسع جوار لهن أثمان ومعهن صبية أراد أهلها زفافها