وهذه الجموع التي تناهت إليها الكثرة وشغل الناس ذلك اليوم وفيما بعده عن المعاش، فلم يقدر أحد من نقاد الباعة في ذلك الأسبوع على تحصيل نقده.
وقال لي أبو محمد سبطه: دخل إلى رجل بعد رجوعي من قبر جدي، فقال لي:
رأيت مثل هذا الجمع قط [1] ؟ فقلت: لا، فقال لي: ذاك من ها هنا خرج، يشير إلى المسجد ويأمرني فيه بالاجتهاد.
ورئي أبو منصور في النوم، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بتعليم الصبيان فاتحة الكتاب.
[2] :
ولد يوم الجمعة العشرين من رمضان سنة ست وأربعمائة، وقرأ القرآن على أبي العلاء الواسطي وغيره، وسمع الحديث من أبي القاسم بن بشران وغيره، وتفقه/ على 41/ أأبي الطيب الطبري سنين، وسكن الكرخ، وروى عنه أشياخنا [3] ، وكان يتهم بالاعتزال.
وتوفي يوم الثلاثاء خامس عشر ربيع الأول من هذه السنة، ودفن في مقبرة الشونيزي.
[4] :
قاضي البصرة، سمع من علماء البصرة، ثم ورد بغداد فسمع أبا الطيب الطبري، وأبا القاسم التنوخي، وأبا الحسن الماوردي، وأبا محمد الجوهري، وغيرهم. وسمع بالكوفة والأهواز وبواسط وغيرها، وكان يعرف الآداب [5] . سمع من أبي القاسم الرقي،