سمع أبا على الحسن بن على الشاموخي [1] وغيره. روى عنه أشياخنا، وكان يعرف العلوم الشرعية والأدبية، إلا أن علم الفرائض والحساب انتهى إليه [2] ، وكان قد تفقه على أقضى القضاة أبى الحسن الماوردي، وكان يحفظ «غريب الحديث» لأبي عبيد، و «المجمل» لابن فارس، وكان عفيفا زاهدا، وكان يسكن درب رياح، وكان الوزير أبو شجاع قد نص عليه لقضاء القضاة فأجابه المقتدى، فاستدعاه فأبى أشد الإباء، واعتذر بالعجز وعلوّ السن، وعاود الوزير أن لا يعاود ذكره في هذا الحال.
أنبأنا شيخنا عبد الوهاب الأنماطي قال: سمعت أبا الحسن بن أبي الفضل الهمذاني يقول: كان والدي إذا أراد أن يؤدبني يأخذ العصا بيده ويقول: نويت أن أضرب ابني تأديبا كما أمر الله، ثم يضربني. قال أبو الحسن: وإلى أن ينوى ويتم النية كنت أهرب.
توفي يوم الأحد تاسع عشر رمضان من هذه السنة، ودفن عند قبر ابن سريج.
[3] :
كان معروفا بالإفادة، وجودة القراءة، وحسن الخط، وجودة النقل، وجمع علم القراءات والحديث، وأكثر عن أبى بكر الخطيب، وأصحاب المخلص، والكتاني.
حدثنا عنه شيوخنا وكانوا يثنون عليه، وعاجلته المنية قبل الرواية. توفي ليلة الجمعة ثاني ربيع الأول، ودفن في المقبرة المعروفة بالأجمة المتصلة بباب [4] أبرز.
أنبأنا أبو زرعة، عن أبيه محمد بن طاهر قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد الدقاق المعروف بابن الخاضبة يقول [5] : لما كانت سنة الغرق وقعت داري على قماشي