وكتبي، ولم يبق لي شيء، وكانت لي عائلة، وكنت أورق للناس، فكتبت صحيح مسلم تلك السنة سبع مرات، فنمت ليلة فرأيت في المنام كأن القيامة قد قامت ومناد ينادى:
أين ابن الخاضبة؟ فأحضرت فقيل لي: ادخل الجنة، فلما دخلت استلقيت على فراشي، ووضعت إحدى رجلي على الأخرى، وقلت: استرحت والله من النسخ.
3665- محمد بن على بن عمير، أبو عبد الله القهندزي [1] العميري:
خرج من هراة إلى الحجاز سنة عشرين وأربعمائة، وركب البحر، وخرج إلى عدن، وزبيد، ووصل إلى مكة بعد سنتين، وسمع بها، ثم انصرف إلى بغداد وسمع بها، وبهراة، ونيسابور، وسجستان، وغير ذلك من البلاد، سمع المؤتمن وغيره، وكان متقنا [فهما] [2] فقيها فاضلا دينا خيرا ورعا زاهدا، حدث بالكثير.
وتوفي فِي محرم هَذِهِ السنة.
[3] :
قرأ على أبى بكر الخياط وغيره، وكتب الكثير من علوم القرآن والحديث، وسمع من أبى محمد الخلال، وأبي جعفر ابن المسلمة، والصريفيني، وغيرهم، وكان ثقة إماما في القراءات والحديث، سمع أشياخنا منه.
وتوفي يوم الثلاثاء تاسع المحرم ودفن بمقبرة باب حرب.
16/ ب أنشدني أبو الفتح/ بن أبي السعادات الوكيل قال: أنشدنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن الحسين المدنى، قال: أنشدني أبو ياسر الحمامي:
دحرجني الدهر [4] إلى معشر ... ما فيهم للخير مستمتع
إن حدثوا لم يفهموا لفظة ... أو حدثوا ضجوا فلم يسمعوا