ملبنا، وكان قد زعم ملك شاه أن يستوزره بعد النظام فهلك ملك شاه، فتولى أمر ابنه محمود، وخرج ليقاتل بركيارق فقتل، وقطعه غلمان النظام إربا إربا لما كانوا ينسبون إليه من قتل النظام، ومثلوا به [1] وذلك في ذي الحجة من هذه السنة.
[2] .
أحد الرحالين في طلب الحديث، الجوالين في الآفاق، البالغين منه، سمع 151/ ب بخراسان/ والعراق، وقومس، والجبال، وفارس، وخوزستان، والحجاز، والبصرة، واليمن، والجزيرة، والشامات، والثغور، والسواحل، وديار مصر، وكان حافظا متقنا ثقة صالحا خيرا ورعا، حسن السيرة، كثيرة العبادة، مشتغلا بنفسه، وخرج التخاريج، وصنف، وانتفع جماعة من طالب الحديث بصحبته، وقد سمع من أبي يعلى بن الفراء، وأبي الحسين بن المهتدي، وأبي الغنائم بن المأمون، وأبي علي بن وشاح، وجابر بن ياسين، ودخل صريفين فرأى أبا محمد الصريفيني فسأله: هل سمعت شيئا من الحديث؟ فأخرج إليه أصوله فقرأها عليه وكتب إلى بغداد فأخبر الناس فرحلوا إليه، وكان هبة الله بن عبد الوارث يحكي عن والدته فاطمة بنت علي قالت: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد المعروف بابن أبي زرعة الطبري قَالَ: سافرت مع أبي إلى مكة فأصابتنا فاقة شديدة فدخلنا مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وبتنا طاويين، وكنت دون البالغ، فكنت أجيء إلى أبي وأقول: أنا جائع. فأتى بي أبي إلى الحضرة وقال: يا رسول الله، أنا ضيفك الليلة. وجلس فلما كان بعد ساعة رفع رأسه وجعل يبكي ساعة، ويضحك ساعة. فقال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضع في يدي دراهم، ففتح يده فإذا فيها دراهم وبارك الله فيها إلى أن رجعنا إلى شيراز وكنا ننفق منها. توفي هبة الله في هذه السنة.
152/ أبمرو، وكانت علته البطن، فقام/ في ليلة وفاته سبعين مرة أو نحوها، في كل مرة يغتسل في النهر إلى أن توفي على الطهارة. رحمه الله وإيانا وجماعة المسلمين [3] .