وأي [1] ثأر يطلب من الزباء وهي أمنع من عقاب الجو، فَقَالَ قصير: قد علمت نصحي [كيف] [2] كان لخالك، وكان الأجل رائده، وإني والله لا أنام عَنِ الطلب بدمه ما لاح نجم وطلعت شمس، أو أدرك به ثأرا أو تحرم نفسي فاعذر.

ثم أنه عمد إِلَى أنفه فجدعه، ثم لحق بالزباء هاربا من عمرو بْن عدي، فقيل لها: هَذَا قصير ابن عم جذيمة وخازنه وصاحب أمره قد جاءك، فأذنت له، فقالت: ما الذي جاء بك يا قصير وبيننا وبينك دم عظيم الخطر، فَقَالَ: يا ابنة/ الملوك العظام، لقد أتيت فيما يأتي [3] مثلك فِي مثله، لقد كان دم الملك يطلبه حَتَّى أدركه، وقد جئتك مستجيرا بك من عمرو بْن عدي، فإنه اتهمني بخاله وبمشورتي عَلَيْهِ فِي المسير [إليك] [4] ، فجدع أنفي، وأخذ مالي، وحال بيني وبين عيالي، وتهددني بالقتل، وإني خشيت عَلَى نفسي فهربت منه إليك، وأنا مستجير بك، ومستند إِلَى كهف عزك.

فقالت: أهلا وسهلا، لك حق الجوار ودية المستجير. وأمرت به فأنزل [وأجريت له الأنزال] [5] ووصلته وكسته، وأخدمته وزادت فِي إكرامه، فأقام مدة لا يكلمها ولا تكلمه، وهو يطلب الحيلة عليها، وموضع الفرصة منها، وكانت متمنعة بقصر مشيد عَلَى باب النفق تعتصم به فلا يقدر أحد عليها [6] .

فَقَالَ لها قصير [يوما] [7] إن لي بالعراق مالا كثيرا وذخائر نفيسة مما يصلح للملوك، فإن أذنت لي بالخروج [8] إِلَى العراق، وأعطيتني شيئا أتعلل به فِي التجارة، وأجعله سببا إِلَى الوصول إِلَى مالي أتيتك بما قدرت عليه من ذلك.

فأعطته مالا بعد ما أذنت له [9] ، فقدم العراق وبلاد كسرى، فأطرفها وألطفها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015