وكانت أم بهمن من أولاد طالوت وأم ولده من أولاد سُلَيْمَان بْن دَاوُد.
وتفسير بهمن بالعربية: الْحَسَن النية، وأنه ولي فِي زمانه عَلَى بَيْت المقدس جَمَاعَة، ثُمَّ ولي كيرش العيلمي من ولد عيلم بْن سام بْن نوح، وكتب إِلَيْهِ أَن يرفق ببني إسرائيل وأن يطلق لَهُمُ النزول حيث أحبوا، وأن يولي عَلَيْهِم من يختارونه، فاختاروا دانيال النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فولى أمرهم] [1] .
لما تمت عُمَارَة بَيْت المقدس سأل أرميا ربه عَزَّ وَجَلَّ أَن يقبضه إِلَيْهِ، فمات، وأنقذ اللَّه بَنِي إسرائيل من أرض بابل عَلَى يدي دانيال. وكان دانيال ممن سباه نصر فِي تخريب بَيْت المقدس، فرمى بِهِ فِي جب مغلولا فِي فلاة من الأَرْض، وألقى معه سبعين وأطبق عليه الجب، فبقي تسعة أَيَّام.
فأوحى اللَّه تَعَالَى إِلَى نبي من أنبياء بَنِي إسرائيل: انطلق فاستخرج دانيال من الجب، فَقَالَ: يا رب من يدلني عَلَيْهِ؟ قَالَ: يدلك عَلَيْهِ مركبك، فركب أتانا لَهُ، فخرج يطوف، فَقَالَ: يا صاحب الجب، فأجابه دانيال، فَقَالَ: قَدْ أسمعت فَمَا تريد؟ قَالَ: أنا رَسُول اللَّه إليك لأستخرجك من هَذَا الموضع، فَقَالَ دانيال: الحمد للَّه الَّذِي لا ينسى من ذكره، والحمد للَّه الَّذِي لا يكل من توكل عَلَيْهِ إِلَى غيره، والحمد للَّه الَّذِي يجزي بالإحسان إحسانا، وبالإساءة غفرانا. ثُمَّ استخرجه والسبعان يمشيان مَعَهُ، فعزم عليهما دانيال أَن يرجعا إِلَى الغيضة.
وقد روينا أن نصر اتخذ صنما وأمر بالسجود لَهُ فلم يسجد دانيال وأَصْحَابه فأمر بهم فألقوا فِي أتون فلم يحترقوا.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي، قال: أخبرنا ابْنُ دوما، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَخْلَد بْنُ جَعْفَرٍ، قال: أخبرنا الحسن بن علي القطان، قال: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيسى العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حذيفة القرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن