فَمَرَّ الْفِتْيَةُ فِي النَّارِ وَخَرَجُوا مِنْهَا، فَاخْتَارَ تُبَّعٌ مِنْ قَوْمِهِ عدتهُمْ/ فَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَلَمَّا دَخَلُوهَا أَحْرَقَتْهُمْ، فَأَسْلَمَ تُبَّعٌ وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا، فَذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَلَمْ يَذِمَّهُ وَذَمَّ قَوْمَهُ.
وَرَوَى سُفْيَان، عَنْ قَتَادَة، قَالَ: كَانَ تبع رجلا من حمير سار بالجنود حَتَّى أتى الحيرة، ثُمَّ أتى سَمَرْقَنْد فهدمها.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الحصين، قال: أخبرنا ابن المذهب، قال: أخبرنا القطيعي، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو زرعة عَمْرِو بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول:
«لا تَسُبُّوا تُبَّعًا فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ» [1] .
وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن بْن المنادي: لَيْسَ ببعيد أَن يَكُون قوم تبع نسبوا إِلَيْهِ لأنه نبي.
وَقَدْ ذهب قوم إِلَى أَنَّهُ كَانَ فِي الفترة بَعْد عيسى والله أعلم.
قَالَ علماء السير: وجرت لبشتاسب حروب عظيمة مَعَ الترك وغيرهم، ومات، وَكَانَ ملكه مائة واثنتي عشرة سَنَة، وقيل مائة وخمسين.
وملك بَعْد بشتاسب ابْن ابنه «بهمن بْن إسفنديار بْن بشتاسب» ، فلما عقد التاج عَلَى رأسه، قَالَ: نحن محافظون عَلَى الوفاء، ودائنون برعيتنا بالخير، وَكَانَ يدعى أردشير الطويل الباع. وإنما قيل لَهُ ذَلِكَ لتناوله كُل مَا يمد يده إِلَيْهِ من الممالك الَّتِي حوله، حَتَّى ملك الأقاليم كلها.
وابتنى بالسواد مدينة وسماها آبادان، وابتنى الأبلة.
وَهُوَ أَبُو دارا الأكبر، وأبو ساسان أبي ملوك الفرس الآخر.