الشُّعراء نصف بيت قلناه جميعا، وهو قولنا: يا [1] بديع الحسن، فقلنا: ليس لنا إلا جعيفران الموسوس فجئناه فقال: ما تبغون؟ قَالَ خالد: جئناك في حاجة. قَالَ: لا تؤذوني فإني جائع. فبعثنا فاشترينا له خبزا ومالحا، وبطيخا ورطبا، فأكل وشبع، ثم قَالَ لنا: هاتوا حاجتكم. قُلْنَا له: قد اختلفنا في بيت وهو:
يا بديع الحسن حاشى ... لك من هجر بديع
قَالَ: نعم.
وبحسن الوجه عوذ ... تك من سوء الصنيع
قَالَ له دعبل: فزدني أنا بيتا آخر، فقال: نعم:
ومن النخوة يستعفيك ... لي ذل الخضوع
فقمنا وقلنا: نستودعك الله. فقال: انتظروا حتى أزودكم، لي بيتا آخر:
لا يعب بعضك بعضا ... كن جميلا في الجميع [2]
سمع من الشافعي، ويزيد بن هارون وجماعة. وصنف في الفروع والأصول، إلا أنه تكلم في اللفظ، وَقَالَ: لفظي بالقرآن مخلوق. فتكلم فيه أَحْمَد ونهى عن كلامه، وَقَالَ: هذا مبتدع فحذره. وأخذ هو يتكلم في أَحْمَد فقوي إعراض الناس عنه.
وقيل ليحيى بن معين: أن حسينا يتكلم في أَحْمَد. فقال: ومن حسين، إنما يتكلم في الناس أشكالهم [4] .
توفي حسين في هذه السنة.