أمير المؤمنين من عظيم ثوابه ومرافقة أوليائه [1] ، وصلى الله على أمير المؤمنين حيا وميتا، وإنا للَّه وإنا إليه راجعون، وإياه نسأل أن يحسن الخلافة على أمة نبيه صلَّى الله عليه وسلّم، فقد كان لهم عصمة وكهفا، وبهم رءوفا رحيما، فشمر في أمرك، وإياك أن تلقي بيديك [2] ، فإن أخاك قد اختارك لما استنهضك له، وهو متفقد مواقع فعلك [3] ، فحقق ظنه، ونسأل الله التوفيق. وخذ البيعة على من قبلك من ولد أمير المؤمنين، فإن السعادة واليمن في الأخذ بعهده، والمضيّ على منهاجه [4] . وأعلم من قبلك من الخاصة والعامة رأيي في استصلاحهم، ورد مظالمهم، وتفقد حالاتهم، وإدرار [5] أرزاقهم وأعطياتهم، فإن شغب شاغب، أو نعر ناعر، فاسط به سطوة تجعله نكالا، واضمم إلى الفضل بن الربيع ولد أمير المؤمنين وحرمه وأهله، ومره بالمسير معهم فيمن معه من جنده ورابطته، وصير إلى عبد الله بن مالك أمر العسكر وأحداثه، فإنه ثقة على ما يلي، مقبول عند العامة، ومره بالجد والتيقظ، وتجديد الحرم [6] ، وتقديم الحزم في أمره كله، وأقر حاتم بن هرثمة على ما هو عليه، ومره بحراسة/ ما يحيط به [7] من قصور أمير المؤمنين، ومر الخدم بإحضار روابطهم ممن يسد بهم [8] وبأجنادهم مواضع الخلل من عسكرك. والسلام [9] .

ولما بلغ المأمون الخبر نعى الرشيد على المنبر، وشق ثوبه ونزل، وأمر للناس بمال، وبايع لمحمد ولنفسه، وأعطى الجند [رزق] [10] اثني [11] عشر شهرا [12] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015