ذكر المعافى بْن عمران أنه لم يكن أعقل منه.
[قَالَ مؤلف الكتاب] [1] : وليس هَذَا بفتح الموصلي المكني بأبي نصر، فإن أبا نصر مات فِي سنة عشرين ومائتين وابْن وشاح مات سنة سبعين ومائة وأكثر الحكايات عَنْ أبي نصر لا عَنْ أبي مُحَمَّد.
اختلفوا فِي سبب موته قَالَ بعضهم: كَانَ فِي جوفه قرحة، وكانت سبب منيته.
وحكى أَبُو جَعْفَر ابْن جرير الطبري عَنْ جماعة أنهم قالوا: إن الخيزران أمه أمرت بقتله، فأنا أستبعد ذلك.
قالوا: وكانت فِي أول خلافته تفتات عليه فِي أمور، وتسلك به مسلك أبيه فِي الاستبداد بالأمر والنهي، وكانت إذا سألته حاجة قضاها فانثال الناس إليها [3] ، فأرسل إليها: لا تخرجي من خفر الكفاية إِلَى بذاذة التبذل، فإنه ليس من قدر النساء الاعتراض فِي أمر الملك، وعليك بصلاتك وسبحتك، ولك بعد هَذَا طاعة مثلك، فكلمته يوما فِي أمر فاعتل بعلة، فقالت: لا بد من إجابتي، فَقَالَ: لا أفعل، قالت: فإنّي قد ضمنت 150/ ب [قضاء] [4] هَذِهِ الحاجة. قَالَ: والله لا أقضيها لك، فقالت: إذا والله لا/ أسألك حاجة أبدا. قَالَ: إذن والله لا أبالي، وغضب، فقامت مغضبة، فَقَالَ: مكانك [حَتَّى] [5] تستوعبي كلامي والله، وإلا فأنا نفي من قرابتي من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لئن بلغني أنه وقف ببابك أحد لأقبضن ماله، ولأضربْن عنقه، مَا هَذِهِ المواكب الَّتِي تغدو وتروح إلى بابك؟! أما لك مغزل يشغلك، أو مصحف يذكرك أو يصونك!؟ إياك ثُمَّ إياك أن تفتحي بابك لملي أو ذمي [6] . فانصرفت ما تعقل [7] .