علي الدقاق، وأبا عمرو عثمان بن محمد المحمي، وغيرهم، وذكر أنه سمع من الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي إمام عصره وقت قدومه نيسابور رسولا، وحكى لي أبو الحسن علي بن محمد الشهرستاني أنه ثبت اسمه في أجزاء لم يسمعها، والله أعلم.
ولا شك أنه تفرد بالرواية عن جماعة لم يرو عنهم أقرانه من شيوخ الزوايا، ولا يبعد ذلك لأن صالح بن أبي صالح كان يفيده وهو نقابا بحاثا عن الشيوخ.
ومما أنشدني لنفسه من حفظه بنيسابور غير مرة يخاطب نفسه:
يا أحمد اقنع بالذي أوتيته ... إن كنت لا ترضى لنفسك ذلها
ودع التكاثر بالغنى لمعاشر ... أضحوا على جمع الدراهم ولها
واعلم بأن الله جل جلاله ... لم يخلق الدنيا لأجلك كلها
كانت ولادة أبي عبد الرحمن هذا في السابع عشرة من صفر سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة.
ومات في معاقبة الغز ضربا وقتلا في شوال سنة تسع وأربعين وخمس مائة.
فوصل إلي نعيه وأنا بسمرقند فصليت عليه صلاة الغائب، لأني كنت بنيسابور فالتقيته في الطريق، وتحدثنا ساعة وتفرقنا، ورجع وقال لي: يا فلان، إن مت ووصل إليك الخبر، أسألك أن تصلي علي، ففعلت ذلك مجيبا قوله.