رَفَعَ الطَّعْنَةَ ونصب العَبِيطَاتِ ورفع الخَمْرَ، أراد: والخَمْرُ كذلك فَرَفَعَ الخَمْرَ بالابتداء، وجعل كذلك خبر المبتدأ مضمرًا، وقال الفرزدق أيضًا في مثله:

إِلَيْكَ أَمِيرَ المؤمنين رَمَتْ بِنَا خُطُوب ... المُنَى والهَوْجَلُ المُتَعَسّفُ

وعَضّ زَمَانٌ يَا ابْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَدَعْ ... مِنَ المَالِ إِلَّا مُسْحَتًا أو مُجَلَّفُ

جعل "أو" بمعنى "الواو" كما قال عز وجل: {وَلَا تُطْعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} كأنه قال: ومُجَلَّف كذلك، وكذلك يُفْعَلُ بكلِّ مَعْطُوفٍ على معطوف عليه إذا لم يعد على المعطوف ما عَمِلَ في المعطوف عليه إذا كان يحسن تكريره وإعادته؛ فيقال في ذلك: ضَرَبَ عَبْدُ اللهِ مُحَمَّدًا وزَيْدٌ؛ بالرفع في زيد في قول الفراءِ على ذلك؛ لأنه يَحْسُنُ أَنْ يُكَرَّ عليه ما عمِلَ في محمدٍ؛ ألا ترى أنه يَحْسُنُ أن تقول: ضَرَبَ عَبْدُ اللهِ محمدًا وضَرَبَ زَيْدًا فلمَّا لم يَعُدْ عليه الفِعْلُ العَامِلُ في الأوَّلِ رُفِعَ بمعنى: وَزَيْدٌ كَذَلِكَ، وأنشد الفراء في مثله:

يَا أَيُّهَا المُشْتَكِي عُكْلًا وَمَا جَرَمَتْ ... إِلَى القَبَائِلِ مِنْ قَتْلٍ وَإِبْآسُ

إِنَّا كَذَلِكَ إِذَ كَانَتْ هَمَرَّجَةٌ ... نَسْبِي ونَقْتُلُ حَتَّى يُسْلِمَ النَّاسُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015