الملوك، ولم تزل بينهم وبين المنذر الى أن ظهر عليهم بأوارة، فهزمهم وأسر منهم أسرى كثيرة فاقسم ليذبحهم برأس الجبل حتى يبلغ الدم الحضيض وكان ذلك في يوم شديد البرد، فذبح منهم رجالاً فجمدت دماؤهم، فقال مالك وكان 38 بن عامر بن كعب بن سعد بن ضبيعة بن عجل، وكان رضيعه، أنك لو ذبحت الناس جميعاً في هذا اليوم لم يبلغ الدم الحضيض. قال: فما أصنع أصنع أفسد أهلي ومالي؟ قال: لا ولكن أهرق الماء على هذه الدماء ففعل فبلغ الدم الحضيض وسمي مالك بن عامر بهذا القول الوضاف، وسمي ذلك اليوم يوم الوضاف وأنهزم حارثة فدخل على هند بنت الحارث أمرأة المنذر، وكانت أمها من بكر بن وائل فكلمته فيه وقالت هو خالي فضرب عليه قبة فلما جنه الليل أمر بقتله، فسألها أن تستأحله ثلاثاً ليشتري أسرى قومه ففعل، فاشترى حارثة أسرى قومه، وأطلقهم وسباياهم فارسلهن. ثم إن المنذر دعا الكيس النمري فقال له أدخل على حارثة فاقتله، فقال: فلم سمتني أمي أنا الكيس أذاً إن حملت دماء بني شيبان، ولكن عليك بالانواك الشجاع قيس بن زهير بن عقبه بن هلال النمري، دعاه المنذر فأمره بقتل حارثة فقتله، وفي رواية أخرى إن الذي أمر بقتل حارثة عمرو بن المنذر الذي هو عمرو بن هند، وأستشهدوا على ذلك بقول