تسكن من عهد بخت نصر وكان في أول ملكه لا يدين لاحد من ملوك الكوائف للحال التي كانوا عليها من الضعف فلما أجتمعت كلمة فارس وطاعتها لأردشير بن بابك وأنقادوا له وظهر على ملوك زمانه وتسمى بشاهنشاه خافته العرب فخرجت قبائل من تنوخ عن أرض العراق الى أرض قضاعة وغيرها ولم يجد عمرو بن عدي بدا من طاعته أو النزوح عن أرض العراق فأطاعه ودان له فاستعمله على العرب وأمره إن يسكن الحيرة فسكنها وسكنها بعض العرب معه وأبتنوا بها المنازل وسكنوا الجدار وكره الباقون إن يسكنوه وكانوا على عادتهم يسكنون المظال وبيوت الشعر وينتزلون أطراف العراق وما بين الحيرة والأنبار.
وأمد أردشير عمراً بالجنود وقواه فتجاوز حد خاله جذيمة ومن تقدمه في الملك. وقيل إنه ملك مائة وعشرون سنة منها في أيام ملوك الطوائف وأرادون الأشغاني خمسا وتسعين سنة يحكم نفسه ثم عمل لاردشير مدة ملكه وكانت مدة ملك أردشير خمس عشر سنة ثم هلك أردشير.
وملك بعده أبنه سابور بن أردشير الذي يقال له سابور الجنود فأقر عمراً على عمله عشر سنين أو نحوها وهلك عمر في أيام سابور فاستعمل سابور مكانه أمرأ القيس بن عمرو ولم يزل ولد عمرو مع ولد أردشير الأكاسره عمالا لهم الى إن قتل أبرويز بن هرمز بن أنوشروان النعمان الأصغر بن المنذر الأصغر وهو أخرهم.