مثلا ثم شربا فاستسقاهما، فقالا: من أنت يا فتى؟ فقال: إن تنكراني أو تنكرا نسبي، فإني عمرو بن عدي بن نصر اللخمي، وغدا تريان في نمارة غير معصي وعرفهما بنفسه، وقص عليهما قصته، فقالا لا نجد هدية نتحف الملك بها أحسن موقعاً عنده من أبن أخته، فأخذاه فحملاه اليه فسر به أعظم السرور، وأراد إكرامهما، فقال: أحتكما فلكما حكمكما، فاختار منادمته ما بقي وبقيا، فكانا نديميه، وهذا الوجه الصحيح لا ما ذكر أولا، قال أبو خراش الهذلي:
لعمرك ما مَلَّت كبيشة طلعتني ... وأن مقامى عندها لقليل
ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلا صفاء مالك وعقيل
وقال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكا
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول أجتماعٍ لم نبت ليلة معا
وكان جذيمة ينزل أطراف العراق بالعمير والقطقطانة وخفيفة وما بين