ومدح المهتدي رضي الله عنه ينفي ذلك عنه فقال:
لسجادة السجاد أحسن منظرا ... من التاج في أحجاره وأيقادها
وأمثال ذلك من أقوال الشعراء لا تحصى لانهم أنما يتبعون أهوائهم غير أنهم أعينوا على ذلك باللغة العربية التي خصت بخلال أفضل كلها من الفصاحة والبلاغة والايضاح والابانة والعذوبة في الاسماع والحلاوة في القلوب والقبول في النفس التي ليس لغيرها من سائر اللغات مثله ولا ما يدانيه ونظموا فيه الشعر الفصيح بالوزن الصحيح وكلامهم رائق عذب يغتفر له كل ذنب.
وقال بعض العلماء للعرب توسع في لغاتهم وأشارة الى إرادتها وصنفوا في ذلك كتبا وأقاموا عليه أدله حسنة وأوردوا لهم فيه حججاً واضحة وأشارتهم فيما ذكروه من ذلك كله الى شرف الممدوحين وذلك مسلم اليهم ومطلق لهم ومرخص لهم فيه مع العلم بان أكثر ما ذكروه باطل ومعظمه ما حل ومذهب الشعراء معروف والكذب منهم مألوف وتجاوزهم الحد فيه المديح والهجاء والتشبيه والرثاء وغير ذلك من الصفات معلوم وقيل: أكذب من مادح أو نائح.
فقد تركوا ذلك كله يقولون منه ما شاءوا أو يتصرفوا فيه على ما أحبوا وعلينا أستحسان ذلك منهم والاعتراف لهم بالفضل في فصاحتهم وبلاغتهم والاقرار بأنا لا ندانيهم فيه وليس علينا أن نجعله حجة قاطعة ولا بينة قاهرة على ما أدعوه ولا نلتزمه لهم على الحقيقة ولا